الحسابات الفلكية و اثبات شهر رمضان: رؤية فقهية

المدخل إلى البحث:

إن الموضوع الذي نحن بصدده في هذا البحث وهو الإعتماد على الحسابات الفلكية في تحديد الشهور الإسلامية هو موضوع مطروح على الساحة الفقهية منذ عصر التابعين، فهو ليس وليد العصر، بل المناقشة فيه قديمة قدم الفقه الإسلامي نفسه، وتدور الآراء فيه بين مؤيد وممانع، وبين من يقبله بحدود معينة ومن يرفضه جملة وتفصيلاً. ونظراً لتزايد الحاجة إلى الاستقرار على رأي محدد في هذا الموضوع  _وذلك لأسباب سوف نشرحها لاحقاً في بحثنا هذا_ فإننا وجدنا أنه من المفيد؛ بل ومن الضروري مناقشة هذا الأمر مناقشة فقهية عميقة وشاملة تسهل لنا الخلوص إلى رأي فقهي نطمئن إلى صحته ونفعه.

وعليه، فقد قلنا أن المناقشة في هذا الموضوع بدأت منذ عصر التابعين؛ حيث روي أن التابعي الشهير مطرف بن عبد الله بن الشخير أجاز استخدام الحسابات الفلكية في إثبات شهر رمضان عندما يكون الطقس غائماً مما يسبب عدم وضوح الرؤية ومن ثم عدم إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة. كما روي بأن الفقيه الشافعي المعروف أبو العباس بن سريج قال بأن صاحب الحسابات الفلكية يمكن له الاعتماد على حساباته، وأن خطاب النبي (ص) في حديثه المشهور (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) هو خطاب لعامة المسلمين، وأن الحديث (فإن غم عليكم فاقدروا له) يعني - قدروا منازل القمر- هو خطاب لأهل الفلك أو الذين يعرفون سير الكواكب والحسابات المتعلقة بمنازل القمر. كما روي أن الإمام تقي الدين السبكي المجتهد الشافعي المعروف قبل استخدام الحسابات الفلكية في إثبات شهر رمضان في حالة الطقس الغائم، ورد شهادة الشهود برؤية الهلال بالعين المجردة إذا دلت الحسابات الفلكية على عدم إمكانية وجود الهلال في الأفق. حيث أن الإمام كان يرى أن الحسابات قطعية والرؤية ظنية، فإذا قطعت الحسابات الفلكية بأن الهلال لا يمكن أن يوجد في الأفق، وشهد شاهد أو شاهدان على رؤيتهما له، فإننا لا نأخذ بكلام الشهود لأن كلامهم يحتمل الخطأ، ورؤيتهم بالعين المجردة تحتمل الزيغ، بينما الحسابات الفلكية قاطعة الثبوت،  وشرعاً لا يمكن أن يعْدل الشك اليقين، ولا يمكن أن يقدّم الشك على اليقين؛ لأن من المستحيل رؤية الهلال إذا لم يكن قد ولد بعد، والشرع لا يقبل المستحيلات، ولا يعتمدها، ولا يعتمد عليها.

إلا أن جمهور العلماء في المدارس الفقهية الأربعة المشهورة رفضوا الحسابات الفلكية رفضاً باتاً. سواءً لإثبات بدايات الشهور الإسلامية القمرية أم لنفيها، وقطعوا مستدليين بالآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة بأن الشهر الإسلامي لا يثبت إلا بالرؤية بالعين المجردة للهلال، أو بإكمال الشهر ثلاثين يوماً. كما ادعى الكثير من علماء السلف والخلف أن هناك إجماعاً بين علماء الأمة على اعتبار الرؤية بالعين المجردة للهلال هي ذاتها السبب الشرعي لإثبات بداية شهر رمضان. كثير منهم رفض أيضاً استخدام الحسابات الفلكية لأنها تعتمد على علم النجوم المنهي عنه في أحاديث نبوية عديدة. ورأوا أن من يقوم على تلك الحسابات هم منجمون يدعون معرفة الغيب ويضللون الناس ضلالاً شديداً. أضف إلى ذلك رؤية هؤلاء الفقهاء لحديث النبي (ص) "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب".  واعتبارهم أن الحسابات الفلكية غير دقيقة، ومعتمدة على الحدس، والتخمين. فمن كل ما تقدم ذهب الكثير من أولئك الفقهاء إلى تكفير أصحاب الفلك وأصحاب علم النجوم لأنهم وكما يقول المبارك بن محمد الجزري: (شياطين الإنس).

إلاّ أننا نقول أنه لا يوجد في القرآن الكريم أية آية صريحة الدلالة تقول أن الرؤية البصرية بالعين المجردة للإنسان هي ذاتها المطلب الشرعيّ لإثبات دخول شهر الصيام، ولا يمكن حتى أن نجد في الكتاب العزيز أي كلمة أو إشارة قطعية الدلالة توجب الرؤية البصرية بالعين المجردة كوسيلة حتمية وحيدة لإثبات أو وجوب أو دخول شهرالصوم.

بينما الأمر يختلف قليلاً بالنسبة للسنة المطهرة؛ حيث نجد هناك أحاديث عديدة يدل ظاهرها أن الرؤية البصرية للهلال بالعين المجردة هي السبب الشرعي لوجوب الصيام، ومن ذلك قول الرسول: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"  وفي حديث آخر: "لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه". تلك الأحاديث وما شاكلها حُملت من قبل الكثير من علماء الأمة على أنها أمر مباشر من النبي باستخدام الرؤية البصرية بالعين المجردة كوسيلة شرعية مفروضة لإثبات دخول شهر رمضان. وقالوا أن الرؤية بالعين المجردة هي بنفسها مطلوبة شرعاً، ولا يجوز استبدالها بطرق أخرى لأن هذا فيه مخالفة للشرع وللسنة. إلا أننا عندما نتعمّق في الأحاديث النبوية المتعلقة بهذا الشأن، ونجمعها كلها على طاولة واحدة، ونغوص في أعماقها، ونحللها تحليلاً عميقاً دقيقا،ً وندرس الروايات المختلفة، نخلُص إلى أن الرؤية البصرية بالعين المجردة للإنسان هي ليست الطريقة الوحيدة المعتمد عليها نبوياً أو شرعياً لإثبات الشهر، كما أنها ليست هي مفروضة بذاتها لتحديد دخول شهر رمضان، فهناك بدائل أخرى مثل إكمال شهر رمضان أو إكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً، ومثل تحديد بداية الشهر عن طريق التقدير كما ورد في النبي: "فإن غم عليكم فأكملوا العدة" أو "فإن غم عليكم فاقدوا له". غير أن الكثير من علماء الأمة كابن عمر، والإمام أحمد بن حنبل فسروا قول النبي: "فاقدروا له" بمعنى ضيقوا الشهر؛ وهذا المعنى وارد في اللغة العربية حيث أن الله يقول في كتابه العزيز: "الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر" أي أن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء، ويضيق الرزق على من يشاء، أما مطرف بن عبد الله بن الشخير وابن سريج  فقد ذهبا في تفسير كلمة "فاقدوا له" إلى معنى التقدير؛ أي قدروا منازل القمر.

فمن هنا نجد:

أولاً: أنه ومنذ القديم ليس هناك إجماع بين علماء الأمة على أن الرؤية البصرية بالعين المجردة، أو الإكمال ثلاثين يوماً هما الطريقتان الوحيدتان لإثبات دخول شهر رمضان.

ثانياًً أن الرؤية بالعين المجردة غير مطلوبة بعد اليوم الثلاثين من شهر شعبان؛ حيث أن الشهر لا يمكن أن يمتد لأكثر من ثلاثين يوماً؛ فيحصل بذلك اليقين بدخول شهر رمضان دون اللجوء إلى الرؤية؛ فتنتفي الحاجة إلى استخدمها.

نستنتج مما تقدم: أن الأحاديث النبوية تستهدف في حقيقتها اليقين، اليقين عند الدخول في العبادة، واليقين عند الخروج منها.

إما إذا احتج أحدهم بقوله أن الرؤية غير مطلوبة في الثلاثين من شعبان لأن الرسول أمر بالإكمال في حالة وجود الغمام، وأن كلا الوسيلتين _الرؤية أو الإكمال في حالة الطقس الغائم_ هما وسيلتان نبويتان في تحديد الشهر. فإننا نقول له أن الرسول قد حدد وسيلة الإكمال في حالة الطقس الغائم "فإن غم عليكم فأكملوا العدة"؛ أي ربط النبي العلة بسببها، فالعلة هي إكمال العدة والسبب هو وجود الطقس الغائم الذي يحول دون رؤية الهلال في التاسع والعشرين. ومعروف شرعاً وعقلاً التلازم بين السبب والمسبب، والربط بين وجود العلة  وسبب وجودها، وجوداً وعدماً، إثباتاً ونفياً. غير أنهم يكملون العدة إذا لم يروا الهلال في اليوم التاسع والعشرين سواء كان الطقس غائماً أم كان صحواً، فلم لا يتحرون رؤية الهلال في اليوم الثلاثين إذا كان الطقس صحواً في التاسع والعشرين؟!؛ بل إنهم يعلنون تلقائياً بعد نهاية الوقت المفروض لتحري الهلال في التاسع والعشرين أن اليوم التالي هو يوم الثلاثين من شعبان، وأن الأول من رمضان هو اليوم الذي يليه، دون أن يقول أحدهم بوجوب انتظار الغد _وهو الثلاثين من شعبان_ وتحري الهلال، إن النبي طالب بالإكمال في حالة الطقس الغائم والطقس هنا كما ذكرنا كان صحواً في التاسع والعشرين من شعبان لكنهم مااستطاعوا رؤية هلال ذلك اليوم. من هنا نستنتح أنهم فعلوا ذلك لإيمانهم ويقينهم أن الشهر الإسلامي لا يمكن أن يكون واحداً وثلاثين يوماً، وأن الهلال لا بد وأن يكون موجوداً في الأفق. إذاً صار عندهم اليقين بأن شهر رمضان كائن بعد الثلاثين من شعبان، ولاحاجة لديهم لتحري الرؤية. لذا فإننا نستخدم حجتهم، ونستعين تطبيقاتهم للوصول إلى النتيجة التالية: أن الرؤية البصرية ليست هي الهدف، وليست هي المطلوبة ذاتها؛ وإنما اليقين هو الهدف، وهو المطلوب ذاته. كذلك نستنتج أن الرؤية هي وسيلة متاحة للوصول إلى اليقين، فمتى وصلنا إلى اليقين ببداية الشهر فإننا نثبته سواءً أكان للرؤية مكان أم لم يكن، وهذا هو بيت القصيد.

فلو كان حديثا النبي اللذان يطالبان بالرؤية البصرية سواءً بالصيغة الإيجابية كقوله: "صوموا لرؤيته  وأفطروا لرؤيته" أو بالصيغة السلبية بقوله: "لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه". لوكان هذان الحديثان يحددان الرؤية البصرية على أنها الوسيلة الوحيدة لتعيين بداية ونهاية الصوم فما معنى أن يقول العلماء بإكمال العدة ثلاثين يوماً حتى وإن لم يكن الطقس غائماً في التاسع والعشرين؟! بالرغم من أن الرسول حدد الطقس الغائم على أنه سبب الاستثناء في عدم استخدام الرؤية، هذا إذا أخذنا بظاهر الحديث.

كما أننا سنرى في طيات بحثنا هذا أن الادعاء بوجود إجماع بين علماء المسلمين على رفض استخدام الحسابات الفلكية رفضاً باتاً هو إدعاء باطل، غير صحيح، وليس من الحقيقة بذي صلة، فلا يوجد إجماع بين علماء المسلمين على رفض تلك الحسابات لا في الإثبات ولا في النفي. لكن معظم السلف رفضها. وكان السبب في موقفهم ذاك هو ما كانت عليه الحال من أمية الأمة، ومن ضلال أصحاب النجوم في ذلك العصر، ومن عدم الدقة في تقدير الحسابات أو في معرفة سير الكواكب ومنازل القمر. أضف إلى ذلك الخوف من افتتان الناس فيما يتعلق بالأمور العقدية مثل العلم بالغيب. ومن الأسباب القوية التي دفعت بهم لرفض الحسابات هو اعتماد اليهود عليها في التوفيق بين سنتهم القمرية والشمسية. فإن كنّا نفهم الأسباب التي أدت بأولئك العلماء لقول ما قالوا، ونرى أن الأسباب التي قدموها أسباباً مقنعةً، وجيهةً، جديرةً بالأخذ بعين الاعتبار. فأننا نعرف تمام المعرفة أن الأسباب التي استندوا إليها لم يعد لمعظمها وجود في زماننا هذا، ولم تعد مقنعةً للرفض أو التحريم؛ إذ إن الأحوال قد تغيرت عما كانت عليه في ذلك العصر، فالأمة الآن لم تعد أمية _ وإن كان مازال فيها أميين_، إلا أن المتعلمين فيها صاروا أكثر من أن يعدوا، وصار العلم متفشياً بحيث لم يعد يقتصر على ثلة من الناس، هذا أولاً. أما ثانياً فإن المتعاطين هذه الأمور  والخائضين هذا المجال لم يعودوا مجرد مشعوذين أو دجالين أو مدعي غيب، بل هم علماء درسوا هذا المجال بأسسه العلمية والرياضية الدقيقة التي لا تحتمل الخطأ وإن لو كان واحداً في الألف. وهم بدورهم غير مرتبطين لا بالديانة اليهودية ولا بالديانة المسيحية، بل هم علماء محايدون يدرسون العلم للعلم.

نحن هنا نتكلم عن علماء الفلك الذين يدرسون الأجرام السماوية والكواكب ويستطيعون من خلالها تحديد أوقات ولادة القمر وحركة النجوم والكواكب، والذين نعتمد عليهم في معرفة تقويم السنة، وأوقات الصلاة، وأوقات الإفطار والإمساك في رمضان، ولا نتكلم عن الذين يدعون معرفة النجوم وحركاتها وأفلاكها ليقولوا لنا الحظ أو أيام السعد أو ما شاكل. إذاً قد عرفنا أن الأسباب التي استند إليها علماء السلف قد تغيرت؛ فلم تعد الأمة أمية،  ولم يعد علماء الفلك مشعوذون، كما أن الحسابات الفلكية لم تعد غير دقيقة أو مشكوك في صحتها، بل على العكس من ذلك تماماً، حيث أن هذا العلم وصل في زماننا إلى دقة قطعية، يقينية، لا يوجد فيها مجال للشك أو النقاش. فكما يقول أصحاب هذا العلم أنهم لو أرسلوا إبرة في الفضاء لوصلوا إليها بأدواتهم العلمية البحتة، وإذ قلنا أدواتهم العلمية البحتة فهذا يقودنا إلى أن كل ما يقومون به هو معرفة الوقائع وحساب الحركة الرتيبة والسرعة؛ فبعملية حسابية رقمية دقيقة يعرفون متى سوف يولد القمر وباقي التفاصيل الأخرى.

 فإذا اتفقنا أن هذا العلم لم يعد علماً مرتبطاً بالأمور الغيبية، ولم يعد عالم الفلك يدعي _بأي حال من الأحوال_ أنه عالم بالغيب، إذاً لم يعد هناك داع لاعتبار علم الفلك خطراً وفتنةً يخشى على الأمة منها.

هكذا نرى أن الأسباب التي اعتمد عليها فقهاء السلف في رفض الحسابات الفلكية هي أسباب لم يعد لها وجود. فلمَ يبقى الحكم موجوداً إن لم يعد لعلته وجود؟!. وقد أسلفنا بأن العلة والمعلول شيئان متلازمان لزوم السبب بالمسبب، وهذه قاعدة إسلامية، فقهية، وعقلية معروفة ومتفق عليها. وقد كان في تاريخ الإسلام حوادث مشابهة حيث تم تغيير الحكم الذي عمل الناس بموجبه فترة من الزمان لأن العلة قد تغيرت؛ ولنا فيما عمل الفاروق عمر بن الخطاب وأرضاه مثالاً واضحاً في هذا، وفي أن الإسلام دين غير متحجر، وغير جامد، وأنه دين مقاصد لا دين طقوس جامدة فارغة من المعنى، فالمقصد هو الذي يدور حوله الحكم؛ يتغير بتغيره ويدور معه حيث دار. فالحكم يتبع المقصد ولا يتبع المقصد الحكم. وهذا من أسرار استمرار هذه الرسالة الخالدة. وإذا نظرنا إلى ما فعله ثاني الخلفاء الراشدين حين ألغى حكماً ثابتاً في القرآن والسنة ثبوتاً قطعياً لأنه رأى أن أسبابه قد تغيرت فلم يعد هناك ما يبرر البقاء عليه؛ فقد ألغى عمر بن الخطاب باباً من أبواب تصريف الزكاة وهو باب (المؤلفة قلوبهم) فقال أن الإسلام أصبح من القوة والثبات بحيث لا يحتاج إلى تأليف قلب أحد، فألغى رضى الله عنه حكماً ثابتاً في القرآن الكريم، واضح الدلالة وضوحاً قطعياً لا يحتمل التأويل، فعمر يعرف هذا، وهو لم يؤوله تأويلاً مختلفاً بل قد اعترف به، لكنه وجد أن العلة لم تعد موجودة. كما أن هذا الحكم كان قد عمل به الرسول، ومن بعده أبو بكر، ومع ذلك فإن عمر بن الخطاب لم يتحرّج من إلغاء حكم ثابت في القرآن، ثابت في السنة، ثابت في فعل أول خليفة للمسلمين أبي بكر الصديق؛ لأنه رضي الله عنه وأرضاه فَهم وفَقِه أمور وجوهر الدين الحنيف  فعمل على أساسه. ومن الملفت للنظر هنا أن الصحابة الكرام لم يثوروا عليه، ولم يتهموه بتغييرالدين وتحريف السنة أو الاعتماد على رأيه بدل النصوص الشرعية الثابتة؛ فما أن أوضح لهم عمر رؤيته للأمر حتى قبل منه جميع الصحابة. ولعمر مواقف يضيق المجال هنا عن ذكرها لكنها تصب في نفس الدائرة وهي مصلحة الأمة، والتيسير على عباد الله، واربتاط العلة بالحكم.

فالأمر بالنسبة لاعتماد الحسابات الفلكية بدل العين المجردة لا يختلف عن نهج عمر بن الخطاب لا جملة ولا تفصيلا؛ً فالحسابات الفلكية تحقق المقصد الذي ذهب إليه الشارع الحكيم في المطالبة بالرؤية بالعين المجردة؛ وهوالدقة في الدخول في شهر العبادة، والدقة في الخروج منه. هذا المقصد يتحقق باستخدام الحسابات الفلكية أكثر بكثير من تحققة باستخدام العين؛ حيث أن استخدام الرؤية يعتمد على كثير من العوامل الخارجية التي تؤثر في صحته ودقته، فمن حالة الغمام والصحو، إلى قوة الرؤية والبصر عند الناظر، إلى قرب الهلال من الشمس أو بعده عنها، وكذلك الكثير من العوامل الأخرى التي تجعل الرؤية أمراً ظنياً بينما الحسابات الفلكية _كما أسلفنا، وكما نعرف يقيناً_ قطعية الثبوت وقطعية الدقة.

Related Articles

Research Articles
Embarrassing Pictures of Jesus

Dr. Zulfiqar Ali Shah, Even though the central pivot of all New Testament writings is Jesus Christ and crucial information...

Research Articles
Netanyahu’s Unholy War

Gaza City, home to over 2.2 million residents, has become a ghostly emblem of devastation and violence

Research Articles
Raped and Discarded Princess

Tamar, the only daughter of King David was raped by her half-brother. King David was at a loss to protect or give her much-needed justice. This is a biblical tale of complex turns and twists and leaves many questions unanswered.

Research Articles
Dinah's Rape and Levi's Deception

The Bible is considered holy by many and X-rated by others. It is a mixture of facts and fiction, some of them quite sexually violent and promiscuous. The irony is that these hedonistic passages are presented as the word of God verbatim with serious moral implications.