الحسابات الفلكية و اثبات شهر رمضان: رؤية فقهية 3

كذلك الأمر بالنسبة لوحدة المطالع أو اختلافها؛ فإن الإمام أحمد بن حنبل والكثيرمن الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية كانوا يرون أن النبي قصد في حديثه "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وحدة المطالع، وأن خطابه (ص) خطاب موجه للأمة جمعاء. ووضح الإمام القرافي رأي المالكية والحنابلة قائلاً:

"بِأَنَّ رُؤْيَةَ الْهِلَالِ بِمَكَانٍ قَرِيبًا كَانَ أَوْ بَعِيدًا إذَا ثَبَتَتْ لَزِمَ النَّاسَ كُلَّهُمْ الصَّوْمُ , وَأَنَّ حُكْمَ مَنْ لَمْ يَرَهُ حُكْمُ مَنْ رَآهُ , وَلَوْ اخْتَلَفَتْ الْمَطَالِعُ نَصًّا قَالَ أَحْمَدُ الزَّوَالُ فِي الدُّنْيَا وَاحِدٌ بِقَوْلِهِ صلى الله تعالى عليه وسلم { صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ } وَهُوَ خِطَابٌ لِلْأُمَّةِ كَافَّة".ً[1]

كذلك يذهب الإمام ابن قدامة المقدسي في وجوب اتباع المسلمين وحدة المطالع:

"وأجمع المسلمون على وجوب صوم شهر رمضان وقد ثبت أن هذا اليوم من شهر رمضان بشهادة الثقات فوجب صومه على جميع المسلمين ولأن شهر رمضان ما بين الهلالين وقد ثبت أن هذا اليوم منه في سائر الأحكام من حلول الدين ووقوع الطلاق والعتاق ووجوب النذور وغير ذلك من الأحكام فيجب صيامه بالنص والإجماع ولأن البينة العادلة شهدت برؤية الهلال فيجب الصوم".[2]

و يروي لنا الفقيه الحنفي عثمان بن علي الزيلعي رأي الأحناف في مطالبتهم المسلمين بوحدة المطالع قائلاً:

"وَإِذَا ثَبَتَ فِي مِصْرَ لَزِمَ سَائِرَ النَّاسِ فَيَلْزَمُ أَهْلَ الْمَشْرِقِ بِرُؤْيَةِ أَهْلِ الْمَغْرِبِ فِي ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ".[3]

 كذلك الموسوعة الفقهية تلخص لنا فيما يلي آراء أولئك الفقهاء من السلف:

"ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ وَهُوَ قَوْلٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ : إلَى عَدَمِ اعْتِبَارِ اخْتِلَافِ الْمَطَالِعِ فِي إثْبَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ , فَإِذَا ثَبَتَ رُؤْيَةُ هِلَالِ رَمَضَانَ فِي بَلَدٍ لَزِمَ الصَّوْمُ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ , وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : { صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ } وَهُوَ خِطَابٌ لِلْأُمَّةِ كَافَّةً".[4]

إلا أن الفقهاء الذين جاؤوا بعدهم مثل القرافي والزيلعي وابن عابدين وغيرهم رفضوا هذا الكلام، وحملوا حديث النبي على أنه خاص لكل جماعة، وأن لأهل كل بلد رؤيتهم، واستدلوا بنفس الحديث للخروج بحكم مناقض لما خرج به الأولون. وتذكر الموسوعة الفقهية أن الإمام القرافي بيّن "اخْتِلَافَ مَطَالِعِ الْهِلَالِ عِلْمِيًّا , وَذَكَرَ سَبَبًا مِنْ أَسْبَابِهِ مُكْتَفِيًا بِهِ عَنْ الْبَقِيَّةِ الْمَذْكُورَةِ فِي عِلْمِ الْهَيْئَةِ : وَهُوَ أَنَّ الْبِلَادَ الْمَشْرِقِيَّةَ إذَا كَانَ الْهِلَالُ فِيهَا فِي الشُّعَاعِ وَبَقِيَتْ الشَّمْسُ تَتَحَرَّكُ مَعَ الْقَمَرِ إلَى الْجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ فَمَا تَصِلُ الشَّمْسُ إلَى أُفُقِ الْمَغْرِبِ إلَّا وَقَدْ خَرَجَ الْهِلَالُ عَنْ الشُّعَاعِ فَيَرَاهُ أَهْلُ الْمَغْرِبِ وَلَا يَرَاهُ أَهْلُ الْمَشْرِقِ".[5]

ويقول القرافي:

أَنَّ الْمَالِكِيَّةَ جَعَلُوا رُؤْيَةَ الْهِلَالِ فِي بَلَدٍ مِنْ الْبِلَادِ سَبَبًا لِوُجُوبِ الصَّوْمِ عَلَى جَمِيعِ أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَوَافَقَتْهُمْ الْحَنَابِلَةُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ . وَقَالَتْ الشَّافِعِيَّةُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ لِكُلِّ قَوْمٍ رُؤْيَتُهُمْ وَاتَّفَقَ الْجَمِيعُ عَلَى أَنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ فَجْرَهُمْ

وَزَوَالَهُمْ وَعَصْرَهُمْ وَمَغْرِبَهُمْ وَعِشَاءَهُمْ فَإِنَّ الْفَجْرَ إذَا طَلَعَ عَلَى قَوْمٍ يَكُونُ عِنْدَ آخَرِينَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَعِنْدَ آخَرِينَ نِصْفَ النَّهَارِ وَعِنْدَ آخَرِينَ غُرُوبَ الشَّمْسِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَوْقَاتِ وَمَا مِنْ دَرَجَةٍ تَطْلُعُ مِنْ الْفَلَكِ أَوْ تَتَوَسَّطُ أَوْ تَغْرُبُ إلَّا فِيهَا جَمِيعُ الْأَوْقَاتِ بِحَسَبِ آفَاقٍ مُخْتَلِفَةٍ وَأَقْطَارٍ مُتَبَايِنَةٍ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فِي أَقْصَى الْمَشْرِقِ كَانَ نِصْفَ اللَّيْلِ عِنْدَ الْبِلَادِ الْمَغْرِبِيَّةِ مِنْهُمْ أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرَ عَلَى حَسَبِ الْبُعْدِ عَنْ ذَلِكَ الْأُفُقِ غَرَبَتْ الشَّمْسُ فِي أَقْصَى الْمَغْرِبِ كَانَ نِصْفَ اللَّيْلِ عِنْدَ الْبِلَادِ الْمَشْرِقِيَّةِ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ بِحَسَبِ قُرْبِ ذَلِكَ الْقُطْرِ مِنْ الْقُطْرِ الَّذِي غَرَبَتْ فِيهِ الشَّمْسُ ، وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ الْأَوْقَاتِ تَخْتَلِفُ هَذَا الِاخْتِلَافَ" .[6]

ثم يذكر مسألة أخرى:

وَكَذَلِكَ وَقَعَ فِي الْفَتَاوَى الْفِقْهِيَّةِ مَسْأَلَةٌ أَشْكَلَتْ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ الْفُقَهَاءِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فِي أَخَوَيْنِ مَاتَا عِنْدَ الزَّوَالِ أَحَدُهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَالْآخَرُ بِالْمَغْرِبِ أَيُّهُمَا يَرِثُ صَاحِبَهُ فَأَفْتَى الْفُضَلَاءُ مِنْ الْفُقَهَاءِ بِأَنَّ الْمَغْرِبِيَّ يَرِثُ الْمَشْرِقِيَّ ؛ لِأَنَّ زَوَالَ الْمَشْرِقِ قَبْلَ زَوَال الْمَغْرِبِ فَالْمَشْرِقِيُّ مَاتَ أَوَّلًا فَيَرِثُهُ الْمُتَأَخِّرُ لِبَقَائِهِ بَعْدَهُ حَيًّا مُتَأَخِّرَ الْحَيَاةِ فَيَرِثُ الْمَغْرِبِيُّ الْمَشْرِقِيَّ إذَا تَقَرَّرَ الِاتِّفَاقُ عَلَى أَنَّ أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْآفَاقِ ، وَأَنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ فَجْرَهُمْ وَزَوَالَهُمْ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْأَوْقَاتِ فَيَلْزَمُ ذَلِكَ فِي الْأَهِلَّةِ بِسَبَبِ أَنَّ الْبِلَادَ الْمَشْرِقِيَّةَ إذَا كَانَ الْهِلَالُ فِيهَا فِي الشُّعَاعِ وَبَقِيَتْ الشَّمْسُ تَتَحَرَّكُ مَعَ الْقَمَرِ إلَى الْجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ فَمَا تَصِلُ الشَّمْسُ إلَى أُفُقِ الْمَغْرِبِ إلَّا وَقَدْ خَرَجَ الْهِلَالُ مِنْ الشُّعَاعِ فَيَرَاهُ أَهْلُ الْمَغْرِبِ وَلَا يَرَاهُ أَهْلُ الْمَشْرِقِ هَذَا أَحَدُ أَسْبَابِ اخْتِلَافِ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَلَهُ أَسْبَابٌ أُخَرُ مَذْكُورَةٌ فِي عِلْمِ الْهَيْئَةِ لَا يَلِيقُ ذِكْرُهَا هَاهُنَا إنَّمَا ذَكَرْت مَا يَقْرُبُ فَهْمُهُ".[7]

يستنتج الإمام القرافي من هذا أن الهلال يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْآفَاقِ ويجب "أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ قَوْمٍ رُؤْيَتُهُمْ فِي الْأَهِلَّةِ كَمَا أَنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ فَجْرَهُمْ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ ، وَهَذَا حَقٌّ ظَاهِرٌ وَصَوَابٌ مُتَعَيِّنٌ أَمَّا وُجُوبُ الصَّوْمِ عَلَى جَمِيعِ الْأَقَالِيمِ بِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ بِقُطْرٍ مِنْهَا فَبَعِيدٌ عَنْ الْقَوَاعِدِ ، وَالْأَدِلَّةُ لَمْ تَقْتَضِ ذَلِكَ فَاعْلَمْهُ" .[8]

كما صرح النووي من الشافعية أن الكثير من أكابر العلماء ذهبوا إلى اختلاف المطالع لتباعد البلدان:

"إذَا رَأَوْا الْهِلَالَ فِي رَمَضَانَ فِي بَلَدٍ وَلَمْ يَرَوْهُ فِي غَيْرِهِ , فَإِنْ تَقَارَبَ الْبَلَدَانِ فَحُكْمُهُمَا بَلَدٌ وَاحِدٌ وَيَلْزَمُ أَهْلُ الْبَلَدِ الْآخَرِ الصَّوْمُ بِلَا خِلَافٍ وَإِنْ تَبَاعَدَا فَوَجْهَانِ مَشْهُورَانِ فِي الطَّرِيقَتَيْنِ ( أَصَحُّهُمَا ) لَا يَجِبُ الصَّوْمُ عَلَى أَهْلِ الْبَلَدِ الْآخَرِ , وَبِهَذَا قَطَعَ الْمُصَنِّفُ وَالشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ وَالْبَنْدَنِيجِيّ وَآخَرُونَ , وَصَحَّحَهُ الْعَبْدَرِيُّ وَالرَّافِعِيُّ وَالْأَكْثَرُونَ . ( وَالثَّانِي ) يَجِبُ وَبِهِ قَالَ الصَّيْمَرِيُّ وَصَحَّحَهُ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَالدَّارِمِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيُّ وَغَيْرُهُمْ".[9]

ونقل النووي عن ابْنُ الْمُنْذِرِ وعَنْ عِكْرِمَةَ وَالْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ "أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ غَيْرَ أَهْلِ بَلَدِ الرُّؤْيَةِ".[10]

ويتجه الزيلعي الحنفي إلى الرأي ذاته والذي يقول باختلاف المطالع:

"وَالْأَشْبَهُ أَنْ يُعْتَبَرَ لِأَنَّ كُلَّ قَوْمٍ مُخَاطَبُونَ بِمَا عِنْدَهُمْ وَانْفِصَالُ الْهِلَالِ عَنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَقْطَارِ كَمَا أَنَّ دُخُولَ الْوَقْتِ وَخُرُوجَهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَقْطَارِ".[11]

كذلك يقول ابن عابدين:

"اخْتِلَافِ الْمَطَالِعِ لَا نِزَاعَ فِيهِ بِمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ بَيْنَ الْبَلْدَتَيْنِ بُعْدٌ بِحَيْثُ يَطْلُعُ الْهِلَالُ لَهُ لَيْلَةَ كَذَا فِي إحْدَى الْبَلْدَتَيْنِ دُونَ الْأُخْرَى وَكَذَا مَطَالِعُ الشَّمْسِ ; لِأَنَّ انْفِصَالَ الْهِلَالِ عَنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَقْطَارِ حَتَّى إذَا زَالَتْ الشَّمْسُ فِي الْمَشْرِقِ لَا يَلْزَمُ أَنْ تَزُولُ فِي الْمَغْرِبِ , وَكَذَا طُلُوعُ الْفَجْرِ وَغُرُوبُ الشَّمْسِ بَلْ كُلَّمَا تَحَرَّكَتْ الشَّمْسُ دَرَجَةً فَتِلْكَ طُلُوعُ فَجْرٍ لِقَوْمٍ وَطُلُوعُ شَمْسٍ لِآخَرِينَ وَغُرُوبٌ لِبَعْضٍ وَنِصْفُ لَيْلٍ لِغَيْرِهِمْ كَمَا فِي الزَّيْلَعِيِّ". [12]

ويقول أيضا:

"وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا مُوسَى الضَّرِيرَ الْفَقِيهَ صَاحِبَ الْمُخْتَصَرِ قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّة فَسُئِلَ عَمَّنْ صَعِدَ عَلَى مَنَارَةِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَيَرَى الشَّمْسَ بِزَمَانٍ طَوِيلٍ بَعْدَمَا غَرَبَتْ عِنْدَهُمْ فِي الْبَلَدِ أَيَحِلُّ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ فَقَالَ لَا وَيَحِلُّ لِأَهْلِ الْبَلَدِ لِأَنَّ كُلًّا مُخَاطَبٌ بِمَا عِنْدَهُ وَالدَّلِيلُ عَلَى اعْتِبَارِ الْمَطَالِعِ مَا رُوِيَ عَنْ كُرَيْبٌ".[13]

وَفِي الصَّحِيحِ  للإمام مسلم عَنْ كُرَيْبٍ: "{ أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بَعَثَتْهُ إلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ قَالَ : فَقَدِمْت الشَّامَ فَقَضَيْت حَاجَتَهَا , وَاسْتَهَلَّ عَلَيَّ هِلَالُ رَمَضَانَ وَأَنَا بِالشَّامِ , فَرَأَيْت  الْهِلَالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ , ثُمَّ قَدِمْت الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ , فَسَأَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ , ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلَالَ فَقَالَ : مَتَى رَأَيْته ؟ فَقُلْت : لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ , فَقَالَ : أَنْتَ رَأَيْته ؟ قُلْت : نَعَمْ , وَرَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ قَالَ : لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ , فَقُلْت لَهُ : أَوَلَا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ؟ قَالَ : لَا ; هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم }".[14]

يستنتج العظيم آبادي من الرواية السابقة أن المطالع تختلف باختلاف البلدان:

"ووجه الاحتجاج به أن ابن عباس لم يعمل برؤية أهل الشام وقال في آخر الحديث هكذا أمرنا، فدل ذلك على أنه قد حفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يلزم أهل بلد العمل برؤية أهل بلد آخر".[15]

كذلك يرى الإمام ابن العربي أن الحديث يدل على اختلاف المطالع:

"وَاخْتُلِفَ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا ، فَقِيلَ : رَدَّهُ ؛ لِأَنَّهُ خَبَرُ وَاحِدٍ ، وَقِيلَ : رَدَّهُ ؛ لِأَنَّ الْأَقْطَارَ مُخْتَلِفَةٌ فِي الْمَطَالِعِ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ ؛ لِأَنَّ كُرَيْبًا لَمْ يَشْهَدْ ، وَإِنَّمَا أَخْبَرَ عَنْ حُكْمٍ ثَبَتَ بِشَهَادَةٍ ؛ وَلَا خِلَافَ فِي أَنَّ الْحُكْمَ الثَّابِتَ بِالشَّهَادَةِ يُجْزَى فِيهِ خَبَرُ الْوَاحِدِ ؛ وَنَظِيرُ مَا لَوْ ثَبَتَ أَنَّهُ أَهَلَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِأَغْمَاتَ ، وَأَهَلَّ بِإِشْبِيلِيَّةَ لَيْلَةَ السَّبْتِ ، فَيَكُونُ لِأَهْلِ كُلِّ بَلَدٍ رُؤْيَتُهُمْ ؛ لِأَنَّ سُهَيْلًا يُكْشَفُ مِنْ أَغْمَاتَ وَلَا يُكْشَفُ مِنْ إشْبِيلِيَّةَ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اخْتِلَافِ الْمَطَالِعِ".[16]

أما الإمام الشوكاني فيستدل بنفس الرواية على عدم الأخذ بإختلاف المطالع:

"وَاعْلَمْ أَنَّ الْحُجَّةَ إنَّمَا هِيَ فِي الْمَرْفُوعِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا فِي اجْتِهَادِهِ الَّذِي فَهِمَ عَنْهُ النَّاسُ وَالْمُشَارُ إلَيْهِ بِقَوْلِهِ : " هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " هُوَ قَوْلُهُ : فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ , وَالْأَمْرُ الْكَائِنُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ مَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا بِلَفْظِ :  { لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ , وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ } وَهَذَا لَا يَخْتَصُّ بِأَهْلِ نَاحِيَةٍ عَلَى جِهَةِ الِانْفِرَادِ بَلْ هُوَ خِطَابٌ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَالِاسْتِدْلَالُ بِهِ عَلَى لُزُومِ رُؤْيَةِ أَهْلِ بَلَدٍ لِغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِلَادِ أَظْهَرُ مِنْ الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى عَدَمِ اللُّزُومِ لِأَنَّهُ إذَا رَآهُ أَهْلُ بَلَدٍ فَقَدْ رَآهُ الْمُسْلِمُونَ فَيَلْزَمُ غَيْرَهُمْ مَا لَزِمَهُم".[17]

فالسبب الشرعي لوجوب صوم رمضان على كل المسلمين هو رؤية الهلال عند الإمام أحمد وكثير من علماء السلف من الحنفية والمالكية والشافعية، وقد استنتجوها من الأحاديث النبوية التي تقول "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". فما كان يعتبر عند هؤلاء العلماء سبباً شرعياً لوجوب الصيام لم يعتبره المتأخرون من مدارسهم كذلك، بل جعلوا لكل بلد رؤيته استناداً على ذات الحديث. فمن هنا نرى أن بعض العلماء المتأخرين قد تبنوا آراء فقهية غير التي تبنتها مدراسهم، فأين الصواب؟ وأين الحق في أقوالهم واستنتاجاتهم هذه؟ ومن هو الذي فهم قصد النبي (ص) وقال بقوله؟ وإذا كان واحد من القولين صحيحاً ممثلاً لرأي النبي فهل معنى ذلك أن كل من اتبع الرأي الآخر أخطأ في صيامه وأخطأ في فطره؟ وإذا كان مقصد النبي هو واحد من القولين فلماذا لم يوضحه بقول واضح الدلالة وضوحاً قطعياً يوفر فيه على المسلمين الاختلاف والوقوع في الخطأ؟ أسئلة عديدة ممكن أن ترد إلى ذهن أي مسلم، قد يسأل عنها وقد يستحيي. لكن الجواب عليها واحد، وهو أن النبي وهو الذي (لا ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى) قد قصد إلى استخدام كلمات ذوات تأويلات وتفسيرات لا ليختلف المسلمون فيها اختلافاً يفرقهم، بل ليفهم منها أهل كل عصر مايناسب عصرهم، وليستخرج منها أهل كل زمان ما يناسب زمانهم. وإذا دققنا في هذه الأحاديث نرى أن ألفاظ النبي التي تتعلق بالمقاصد واضحة ثابتة قطعية الدلالة، أما ألفاظه التي تتعلق بالوسائل التي من خلالها يتم الوصول إلى المقاصد فهي التي تحتمل التأويل لاختلاف الأزمان والأمكنة والأحوال، وحيث أن رسالته رسالة عالمية لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالمقاصد ثابتة لكل عصر وزمان ومكان لكن الوصول إلى تحقيقها هو الذي يتأثر بالزمان والمكان والأحوال. فسبحان الله العليم الحكيم.

أما قوله: "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب"، فهو توصيف للحال وليس أمراً منه بالإبقاء على هذه الحال، ولو كان كذلك، لقلنا بحرمة تعلم الكتابة اعتماداً على هذا الحديث، لكن وبما أن الكتابة والعلم واحبات مأمور بهما في ديننا، وبما أن الكثير من المسلمن يكتبون، وبما أننا لم نحرم الكتابة رغم وجود هذا الحديث، فعليه نقول أن الحساب غير محرم رغم وجود هذا الحديث، بل هو مأمور به؛ حيث قال الله: "لتعلموا عدد السنين والحساب".

أما الادعاء بأن الحسابات فيها مشقة وتعسير على المسلمين، فإنّا نرى أن هذا القول هو قول حق في العصور القديمة، أما الآن فقد أصبحت الحسابات الفلكية هي الأيسر للمسلمين، وصارت المشقة عندهم في تركها وفي الانتظار حتى وقت متأخر من الليل لمعرفة نتيجة الرؤية؛ خاصة عند المسلمين في الغرب فهم لا يستطيعون معرفة يوم الصيام أو يوم العيد إلا في آخر لحظات من اليوم التاسع والعشرين من شعبان بالنسبة لرمضان، وآخر لحظات في اليوم التاسع والعشرين من رمضان بالنسبة لعيد الفطر؛ مما يضطر معه المسلمون في الغرب - وهم غير قليل- في أحيان كثيرة أن ينتظروا إلى مابعد الساعة الثانية عشر من منتصف الليل حتى يصل الخبر من لجان رؤية الهلال ومن المنظمات الإسلامية المعتمدة مما يعسر عليهم أخذ الإجازات من أعمالهم لقضاء أول أيام رمضان، وأول أيام العيد بين الأهل والأولاد والجالية المسلمة، وإنه لمن المعروف عند مسلمي الغرب كم هو ملحّ وأساسي أن يستغل الأهل هذه المناسبات الدينية لغرس الروح الإسلامية في أولادهم، وتعليمهم أمر دينهم وشعائره، وربطهم بالأحداث والأعياد والمناسبات الشرعية، وإشعارهم أن رمضان والعيد هما مناسبتان خاصتان ومقدستان في ديننا، وفي عرفنا، ويعلمون أولادهم أهمية وحدة المسلمين، وأهمية تجمعهم؛ لذا يكون من المحرج والمزعج للأهل عدم تمكنهم من أخذ إجازات من أعمالهم وذلك لعدم معرفتهم بوقت بدابة شهر رمضان أو العيد بمدة كافية، كما أنه يفتح المجال أمام غير المسلمين من المدراء أو زملاء العمل أو زملاء الدراسة للسخرية من الإسلام والاستهزاء بالمسلمين لأنهم مازالوا يتبعون طرقاً قديمةً أكل الدهر عليها وشرب، خاصة أن هناك طرقاً علمية دقيقة معتمدة من كل العالم، ويعتمدها المسلمون أنفسهم في أغلى وأهم عباداتهم ألا وهي الصلاة. 

و هناك أمر آخر غاية في الأهمية و هووحدة المسلمين، وكم هو مخز، وكم هو مؤسف، أن نرى المسلمين متفرقين حتى في أعيادهم. وكم هو محرج ومؤلم للمسلمين وخصوصاً الذين يعيشون منهم في الغرب عندما يرى أولادهم الصغار كيف أن المسلمين الكبار -الذين هم قدوة لهم- يرونهم متفرقين. فترى في البلد الواحد في الغرب كل مسجد يصوم ويفطر على هواه؛ فهذا يتبع اختلاف المطالع، وذاك يعتمد وحدة المطالع، وهذا يصوم مع السعودية والآخر يحتفل بالعيد مع بلده الأم، وكل مسجد يعيب على الآخر، وكل مسجد يرى أنه  يطبق أمر الله، وأنه هو الذي على الحق. وأولادنا في الغرب يكبرون نافرين من صورة المسلمين، يرون المسجدين مختلفين في صيامهما وعيدهما وبينهما بضعة أميال. إن وحدة المسلمين هي من أولى الأولويات في زماننا هذا، ولقد علمنا القرآن الكريم والسنة المطهرة أن الأولى أولى بالاتباع، وأنه عندما تكون هناك غاية كبرى، أو حاجة كبرى، أو أمر مهم جلل فإن كل شئ يسير في خدمة هذا الأمر ما لم يكن حراماً أو فيه ترك لواجب؛ فقد علمنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنه في بداية الإسلام كانت القضية الكبرى والقضية الفيصل هي قضية التوحيد، ومعظم العبادات إن لم يكن كلها _مع  أهميتها وأساسها في الدين_ لم تفرض من الله في ذلك الحين، بل كانت كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تصب في مكان واحد ألا وهو التوحيد، واليوم الآخر، وقصص الأمم السابقة لما كفروا، وكل ما يثبّت المسلمين ويجعلهم مطمئنين أنهم على الحق وأنهم منصورون. إقرأ إن شئت كل الآيات المكية وآيات العصر الآول للرسالة، واقرأ إن شئت أحاديث النبي في هذه الفترة، والتي  تصب في نفس المصب من التوحيد، ومن الصبر، ومن الجنة، والنار، وتثبيت المسلمين. أما في العصر المدني وبعد نشوء أول مجتمع إسلامي بحمد الله برزت الحاجة إلى تنظيم أحوال المسلمين وتنظيم علاقاتهم بكل من وما حولهم؛ علاقتهم بخالقهم سبحانه وتعالى، فجاءت آيات وأحاديث العبادات، وعلاقاتهم بأهليهم، أنفسهم، أعدائهم، وعلاقاتهم بغير المسلمين من محاربين ومسالمين. وإذا طبقنا هذا النظام الذي سارت عليه آيات الله وأحاديث رسوله (ص) فإننا نصل ومن غير شك إلى أن وحدة المسلمين في هذا الزمان هي من أولى أولوياتهم، ومن أهم مسؤولياتهم؛ فبالاضافة إلى أن وحدة المسلمين فرض بذاتها فإنها في هذه الأحوال وفي هذه الظروف، وفي النكبات، والانهزامات التي يعيشها المسلمون، والتي لا تخفى على ذي لب هي من أهم الفروض الواجب علينا الاهتمام بها، والسعي لها، وأن نجعل كل امكانياتنا، وفقهنا، وكل وسيلة لدينا تصب في مصبها، وتسير في خدمتها، لأن وحدة المسلمين هي الوسيلة الوحيدة التي ستعيد لهم قوتهم وهيبتهم، وتوقف كل معتد مستبيح لحرماتهم. وأي مظهر من مظاهر وحدة المسلمين هو دعم لهم، فكيف إذا ظهرت وحدة الخمسة مليارات من المسلمين أن يزيد في صومهم وفطرهم و يوم عيدهم! فإن كانت وحدة المسلمين هي الحسنه الوحيدة في ابتاع الحسابات الفلكية لكفى بها ونعمت.

وإذا عدنا إلى ما قلناه من احتجاج البعض بأن ابتاع الحسابات الفلكية عسير على المسلمين فإننا نقول: أن وسائل الاتصال كانت بطيئة، وأن سريان الخبر بين الأمصار كان يأخذ من الوقت الكثير، بالإضافة إلى أن هذا العلم لم يكن متداولاً إلا عند قلة من الناس، أما في وقتنا الحاضر فكلنا يدرك أن ثورة الاتصالات التي ظهرت في القرن العشرين حولت العالم إلى قرية صغيرة يسهل فيها انتقال الخبر، بل وأكثر من ذلك، فقد أصبح الإنسان يستطيع أن يرى مباشرة ومن مكانه ما يحصل في أقصى الأرض بضغطة زر وذلك في الزمن صفر. صار الإنسان يرى  كل شئ أمامه وليس بينه وبين الحدث إلا بضع أمتار أو بضع سنتمرات، يراه حياً مباشراً بالصوت والصورة. لذا صار انتقال الخبر من اليسر بمكان بحيث لم يعد يشكل أي صعوبة، بل صار هو الأسهل. كما أن أي فرد في الأمة في أي مكان في العالم يستطيع بكل سهولة ويسر وبضغطة زر أن يفتح أي موقع من المواقع الإلكترونية للجامعات ومراكز المراقبة البحرية والمواقع العلمية والفلكية وما إلى هنالك، فيعرف بلحظة واحدة  متى ستكون ولادة القمر ومتى يستطيع أن يبدأ بالصوم يقيناً، و يخرج منه يقيناً _ وكفى الله المؤمنين القتال_.

قال الله: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وقال: "يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"، وقال رسول الله: "بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا". التيسير هو مبدأ عظيم في الدين، ومن باب التيسير، ورفع الحرج عن المسلمين، ومراعاة مصالح العباد منفردين، ومصلحة الأمة جمعاء فإن على الفقهاء وعلماء الأمة أن ينظروا في هذه القضية نظرة عميقة، وأن يزنوا الأمور بموازينها لكي يصونوا الأمة من الحرج والشقاق والاختلاف غير المحمود في أمر تعبدي هام كبداية صيام رمضان، وتوقيت الاحتفال بعيد الفطر. وإسهاماً منا في ذلك فإننا نحاول في هذا البحث أن نثبت أن القرآن والسنة لم يطالبا المسلمين بالرؤية البصرية على أنها الطريقة الوحيدة لإثبات شهر رمضان، وأنها هي مطلوبة مفروضة ذاتها. وسنحاول أيضاً أن نثبت أن الاعتماد على الحسابات الفلكية ليس محرماً وليس فيه مخالفة للقرآن أو معارضة للسنة أو مناقضة للإجماع، بل هو الأفضل والأدق والأيسر في إثبات دخول شهر رمضان أو نفيه. وكما يقول الشيخ أحمد شاكر بأن استخدام الحسابات الفلكية هو أعدل الأقوال وأقربها إلى الأحاديث الواردة في هذا الباب. وقد ذهب المجلس الفقهي الأوربي، والمجلس الفقهي لشمال أمريكا إلى أن ولادة القمر هي أمر محدد، حتمي في العالم كله يحدث في آن واحد لا يختلف فيه اثنان. وبما أن الله سبحانه وتعالى قال: "الشمس و القمر بحسبان"، وقال: "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب". فإن المجالس الفقهية السالفة الذكر قبلت بأن ولادة القمر ووجوده في الأفق في مكة بعد غروب الشمس ولو بلحظة واحدة يثبت دخول شهر رمضان في العالم كله.

هذه الفتوى ستؤدي بإذن الله إلى رفع الحرج عن الكثير من المسلمين، كما أنها ستيسر عليهم أمور دينهم ودنياهم، وستؤدي إن شاء الله أيضاً إلى وحدة المسلمين إذا ما اتبعوها في كل أماكنهم وبلدانهم كما أنها ستؤدي إلى الدخول في العبادة باليقين، والخروج منها باليقين.

 

 

 

[2]-   عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ابن قدامة، المغني في شرح الحزقي، المكتبة الشاملة، ج.4،ص. 324

www.shamela.ws/.

[3] -  فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، المكتبة الشاملة, ج.4, ص.60

[4] - الموسوعة الفقهية، وزارة  الأوقاف والشئون الدينية في الكويت، ج.23، ص.142  اخْتِلَافِ الْمَطَالِعِ

[5]- الموسوعة الفقهية, ج.1, ص.17 ,وج.22,ص.36

 

[6]-  القرافي، ج.4، ص.142.

[7] -  أيضاً.

[8] - أيضاً.

- محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف الحوراني الشافعي النووي، المجموع شرح المهذب، المكتبة الشاملة، ج.6، ص.273 [9]

-النووي أيضا[10]

[11]- فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، المكتبة الشاملة، ج.4، ص.78. www.shamela.ws/

 

[12] – محمد أمين بن عمر ابن عابدين ، رد المختار على الدر المختار شرح تنوير الابصار، المكتبة الشاملة, ج.7, ص.387

[13] - أيضاً.

- مسلم بن الحجاج, صحيح مسلم, المكتبة الشاملة, ج.5, ص.367[14]

[15] محمد شمس الحق العظيم آبادي، عون المعبود شرح سنن ابي داود، المكتبة الشاملة,  ج.6، ص.453

[16]-  أبو بكر القاضي محمد بن عبد الله ابن العربي، أحكام القرآن، المكتبة الشاملة, ج.1, ص.157

[17] - محمد بن على الشوكاني،  نيل الأوطار، المكتبة الشاملة, ج.7, ص.25

 

Related Articles

Research Articles
Embarrassing Pictures of Jesus

Dr. Zulfiqar Ali Shah, Even though the central pivot of all New Testament writings is Jesus Christ and crucial information...

Research Articles
Netanyahu’s Unholy War

Gaza City, home to over 2.2 million residents, has become a ghostly emblem of devastation and violence

Research Articles
Raped and Discarded Princess

Tamar, the only daughter of King David was raped by her half-brother. King David was at a loss to protect or give her much-needed justice. This is a biblical tale of complex turns and twists and leaves many questions unanswered.

Research Articles
Dinah's Rape and Levi's Deception

The Bible is considered holy by many and X-rated by others. It is a mixture of facts and fiction, some of them quite sexually violent and promiscuous. The irony is that these hedonistic passages are presented as the word of God verbatim with serious moral implications.