فكرة الإله في التوراة اليهودية

 

إن التصور التوراتي لله، ومن ثمّ التصور اليهودي لله، عبارة عن

خليط من الاتجاهات التجسيدية والمتعالية. فيُقَدَّمُ اللهُ، في نص التوراة،

على أنه حقيقة متعالية، وفي الوقت نفسه يُوصَف عادةً بأوصاف تجسيدية

وتجسيمية ملموسة. وهذان الاتجاهان أو التياران المتعارضان يوجدان

جنباً إلى جنب في التوراة ككل. ومع أن الأنبياء الأوائل بذلوا جهوداً

ملموسة لتقليل استعمال التعبيرات التجسيدية وللتأكيد أكثر على

العناصر المتعالية في الإله، فقلما نجد صفحة في العهد القديم تخلو من

التجسيد أو آثاره. هناك عنصر تصاعدي بارز في أفكار التأليه في التوراة.

ويمكن تحديد موضع أنواع متعددة من مفاهيم الإله في مواضع مختلفة

من التوراة. فحيوية الطبيعة وتعدد الآلهة والإيمان بإله واحد من بين

عدة آلهة والإيمان بإله واحد من دون إنكار وجود آلهة أخرى والتوحيد

القومي والتوحيد العام والأخلاقي، كل ذلك مارسه بنو إسرائيل خلال

المراحل والفترات المختلفة من تاريخهم الأول، ويغضُّ كتّاب التوراة

النظر عنه في معظم الحالات، هذا إذا لم يقرُّوه.

بعض الباحثين المحدثين لا يرون تأكيداً على واحدية الله وأَحَديت

وتعاليه حتى في الوصية الأولى من الوصايا العشر. ويقولون بأن هذه

الوصية قد تثبتُ الإيمان بإله واحد دون إنكار وجود آلهة أخرى أو ياهوية

واحدة، من دون التوحيد بالمعنى الدقيق. ويزعمون أن الوحدانية،

أي الإيمان الأقوى بوجود الله الواحد الأحد في كل مكان، لم يُوحَ به على

جبل الطور بسيناء؛ لأن الوصية الأولى من الوصايا العشر لا تنكر وجود

آلهة غيرياهوه، كما أنها لا تؤكد وجود ياهوه فقط. ومن الصعب

أن نجد في أسفار موسى الخمسة ككل عبارةً توحيدية متعالية واحدة.

ومن الوجهة التاريخية، يفهم اليهودُ، منذ القِدم حتى العصر الحديث،

الوصية الأولى على أنها تؤكد وحدانية ياهوه. ولكن، سيكتشف

القارئ المتعجل التوتر العجيب الذي يسود أسفار موسى الخمسة فيما

يتعلق بوحدانية الله ووحدته وتفرده. فعلى جانب آخر، يتم التأكيد على

وحدة ياهوه ووحدانيته، في حين أن ذلك يُقَوَّضُ بشكل خطير، ليس

من خلال إظهار وجود آلهة أخرى وحسب، ولكن أيضاً من خلال تقرير

الله القدير بوجودهم، وذلك بأن يخصص لهم أمماً أخرى، في حين أنه

يصطفي بني إسرائيل. فياهوه ليس الإله العام لكل البشرية، وإنما هو

إله قومي لبني إسرائيل، إله واحد وسط عدة آلهة مختلفة منسوبة لأمم

أخرى باستثناء أنه هو الإله الفريد بينهم.

من الواضح أن معظم علماء الأنثروبولوجيا وعلماء النفس وعلماء

الاجتماع والعلماء الغربيين، الذين أوَّلوا الدينَ إما على أنه وهمٌ نفسيٌّ أو

على أنه حاجةٌ اجتماعية، يتفاعلون بوضوح مع مفهوم الله المحلي والقومي

والتجسيدي والمتطوِّر تدريجيًّا الذي يقدمه غالبية كتّاب العهد القديم.

في الواقع، من بين الكتب المقدسة لكل الأديان المتطورة مثل اليهودية

والمسيحية والإسلام، تنفرد التوراة بوصف الله بأكثر الأوصاف محلية

وتجسيدية وتجسيمية. ولا شك في أن لاهوت التجسيد المسيحي يمثّل

ذروة مفهوم الإله التجسيدي والتجسيمي، وفي بعض التأويلات

الشركي. ومع ذلك، لا يحتوي العهد الجديد على الكثير من التعبيرات

التجسيدية. في الواقع، ما فقه التجسيد المسيحي إلا تأويل لمادة العهد

الجديد، مع أنه أشهر التأويلات عند المؤمنين المسيحيين. وأمّا كلام

القرآن فهو متعالٍ جداً ولا يخضع لمشروع تطوُّري لتطور تقدّمي بداية

من مذهب حيوية الطبيعة، مروراً بتعدد الآلهة والإيمان بإله واحد من

دون إنكار وجود آلهة أخرى، ووصولا إلى التوحيد.

يضرب التأكيد على الإله المتجسّد بجذوره في التوراة حتى إن الله

في العصر التوراتي القديم يُقَدَّم بأوصاف تجسيدية صريحة، وتُنسَب له

سمات وصفات بشرية لدرجة أنه حتى الوصايا العشر نفسها يُقال إن

"أصبعَ اللهِ" كتبها. وبعض الصور التجسيدية المستخدَمَة فجّة وصارخة؛

إذ إنها تصوّر اللهَ على أنه يمثِّلُ صفاتٍ ومشاعرَ بشريةً جسدية، لدرجة أنه

يتصرَّف تصرفات البشر إلى حدّ كبيروالتفاصيل حيَّةٌ في بعض المواضع

وهو الأمر الذي يثير إشكالية لاهوتية تتعلَّق بكيفية تأويلها وأثرها وما

إذا كان من الواجب النظر إليها على أنها مستَهْجَنةَ أم لا. ونتناول في هذا

الفصل هذه العناصر وعناصر أخرى.

في التوراة، يتخذ الله شكلاً بشريّاً، ويأكل، ويشرب، ويستريح،

وينتعش. على سبيل المثال، في لقاء توراتي مشهور جداً، يصارعُ اللهُ

يعقوبَ ويخلخلُ فخذَه، وحتى يتم تصويره على أنه ضعيف وعاجز عن

أن يتغلب جسديّاً على يعقوب، لدرجة أنه يطلب من يعقوب في النهاية

أن يدعه يذهب لأن الفَجْرَ حلَّ. ونتيجة للقاء المصارعة هذا، يبدل اللهُ

اسمَ يعقوب إلى إسرائيل الذي يعني "هو يصارعُ اللهَ".

وهذا نص سفر التكوين 32:

فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ."

 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.

 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».

 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».

 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».

 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.

 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلًا: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».

 وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ.

ء" لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا".

إن المعتقدات الأولى لبني إسرائيل تنسب لله شكلاً بشريّاً مرئيّاً.

في الواقع، يبدو أن فئة كبيرة من المقولات العقلية والجسدية والبشرية

والفانية واردة في الله التوراتي: فالله متحيز؛ ففي سهول ممرا، يظهر

لإبراهيم في شكل تجسيدي أسطوري؛ ينحني إبراهيم لأسفل نحو

الأرض ويقدم لله ماءً، ويطلب منه أن يدعه يغسل قدميه، و ضُحير له

.1-9 : كسرة خبز، ويلبي اللهُ طلبَ إبراهيم ويأكلُ سفر التكوين، 18

ففي هذا النص، يظهرُ اللهُ لإبراهيم بواقعية شديدة التجسيد لدرجة أن

إبراهيم لا يتعرَّف عليه إلا بعد أن يكشف ياهوه عن نفسه كلاميّاً. وهذا النص التوراتي:"

 وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ،

 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ،

 وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلاَ تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ.

 لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ،

 فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ».

 فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْخَيْمَةِ إِلَى سَارَةَ، وَقَالَ: «أَسْرِعِي بِثَلاَثِ كَيْلاَتٍ دَقِيقًا سَمِيذًا. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ».

 ثُمَّ رَكَضَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْبَقَرِ وَأَخَذَ عِجْلًا رَخْصًا وَجَيِّدًا وَأَعْطَاهُ لِلْغُلاَمِ فَأَسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ.

 ثُمَّ أَخَذَ زُبْدًا وَلَبَنًا، وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ، وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَإِذْ كَانَ هُوَ وَاقِفًا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَكَلُوا.

 وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ سَارَةُ امْرَأَتُكَ؟» فَقَالَ: «هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ».

 فَقَالَ: «إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ». وَكَانَتْ سَارَةُ سَامِعَةً فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَهُوَ وَرَاءَهُ.

 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ، وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ.

 فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟»

 فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟

 هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي الْمِيعَادِ أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ».

 فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: «لَمْ أَضْحَكْ». لأَنَّهَا خَافَتْ. فَقَالَ: «لاَ! بَلْ ضَحِكْتِ».

 ثُمَّ قَامَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مَاشِيًا مَعَهُمْ لِيُشَيِّعَهُمْ.

 فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ،

 وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟

 لأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ».

 وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا.

" أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ، وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ».

ويصرح سفر الخروج 32 بأن الله ندم عن الشر الذي كان يريد إلحاقه لشعب بني إسرائيل

وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ."

 فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا».

 فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟

 لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ، وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ.

 اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ».

" فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.

و يصرح سفر الخروج بأن الله يتعب و يستريح و يتنفس:

 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:

 «وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا، لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ،

 فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلًا. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا.

 سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلًا.

 فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا.

 هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».

 ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ اللهِ".

و يصرح سفر الخروج 3 بأن الله أمرهم بسرقة المصريين:

 «فَإِذَا سَمِعُوا لِقَوْلِكَ، تَدْخُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُونَ لَهُ: الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ الْتَقَانَا، فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا.

 وَلكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لاَ يَدَعُكُمْ تَمْضُونَ وَلاَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ،

 فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ.

 وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ.

 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ"»

و سفر الخروج 12 يشهد بأنهم سرقوا المصريين حسب الأوامر الإلاهية:

 وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا.

 وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.

وفي سِفر الخروج، 33:11 ، يُسمَح لموسى أن يرى ظهرَ اللهِ ويتكلم معه

وجهاً لوجه كما لو كان شخص ما يتكلم مع صديقه. وكذلك رأى شيوخُ

.9-10 : إسرائيل اللهَ سفر الخروج، 24

ومن هنا، يمثل تجلى الذات الإلهية ويعني ذلك ظهور الله حدثاً

مهيمناً في التوراة. والعديد من التجليات التوراتية للذات الإلهية إما

أنها حالات تجسيد ملموس أو هي فئات فرعية من التجسد المادي، مثل

التجسد الذي يظهر في الرؤى والأحلام. والعديد من هذه التجليات

الإلهية تصوِّرُ الشَّبَهَ الكبير بين الله والبشر، ومعظمهما يكون من خلال

أوصاف شكل البشر، ولكن بدرجات متفاوتة من التصريح والتجسد

البشريين. ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه عندما يُصَوَّرُ الله على شكل رعد

أو برق أو كائن خلف السُّحُبِ، لا يعني ذلك أنه ليس له شكل بشري أو

جسم بشري مادي، ولكن يعني أن العبرانيين الآثمين لا يحق لهم النظر

إلى بهائه المشرق بعيونهم الفاسقة، فذلك مقصور على الأتقياء منهم الذين

يحدّقون ماديّاً في صورته الرائعة البهية.

ولذلك تُنسَبُ معظم الأعضاء البشرية لله، باستثناء الأعضاء الجنسية مثل الوجه و الأيدي و الأذن و الأنف و الأعين و الشعر و الفم وهو يبكى و يحزن و يبتسم و يفرح و يغيروينوي الشر و يندم و يأمر السرقة و النهب و الكذب و الخدع وقتل الأبرياء من الأطفال و النساء و الحيوانات و ما إلى ذلك من الأعضاء و الجوارح و الأفعال و المشاعر الإنسانية. ولا يقرأ القارئ التوراة العبرية من دون أن يستنتج أن المؤلفين افترضوا أن الله يشبه الإنسان

جسدياً وأن الإنسان خُلِقَ على الصورة الجسدية للإله

وأحيانا يُصَوَّرُ الله بتجسيدٍ متعالٍ؛ إذ يُصَوَّرُ بأشكال بشرية وصفات

بشرية، ولكنه يُقِيم في السماوات. فيجلس على عرش خاص، ويقود

ملائكةَ الكروبيم، ويزرع الحديقة، ويدرس التوراة، ويرأسُ مجلساً

مقدَّساً، ويتكلم حتى للناس مباشرةً من هذا الملكوت السماوي. وبعض

التعبيرات التجسيدية تعبيرات مجازية أو استعارية بطبيعتها؛ إذ إنها

تخضع لتأويلات مجازية مقبولة لغويّاً. ولكن الكثير من هذه التعبيرات

ليست مجازية، فهي تجسيمية وتجسيدية تماماً. وللأسف، يخلط الكثيرون

من العلماء بين هذه العبارات المادية والتجسيمية تجسيماً حرفيّاً، وذلك

من خلال محاولتهم تأويلها تأويلات مجازية أو تمثيلية بلجوئهم إلى

وسائل اعتباطية جداً. ولذلك، على سبيل المثال، هناك علماء يحاولون

أن يفرضوا، بطريقة توفيقية، فَهْمَهُم المتطور والمُتْقَن لله ولطبيعته على

نص التوراة، وهو نهجٌ يتحدى تماماً المعنى الأصلي المقصود، ويتحدى،

كذلك، سياقَ النص المكتوب.

 

 

Related Articles

Research Articles
Embarrassing Pictures of Jesus

Dr. Zulfiqar Ali Shah, Even though the central pivot of all New Testament writings is Jesus Christ and crucial information...

Research Articles
Netanyahu’s Unholy War

Gaza City, home to over 2.2 million residents, has become a ghostly emblem of devastation and violence

Research Articles
Raped and Discarded Princess

Tamar, the only daughter of King David was raped by her half-brother. King David was at a loss to protect or give her much-needed justice. This is a biblical tale of complex turns and twists and leaves many questions unanswered.

Research Articles
Dinah's Rape and Levi's Deception

The Bible is considered holy by many and X-rated by others. It is a mixture of facts and fiction, some of them quite sexually violent and promiscuous. The irony is that these hedonistic passages are presented as the word of God verbatim with serious moral implications.