نتائج البحث

على ضوء ما تقدم من المناقشة السابقة فإننا نستخلص النقاط التالية:

أولاً: القول بأن هناك إجماع بين الفقهاء على رفض الحسابات الفلكية وعدم الثقة بصحتها في كل طرقها وأساليبها سواءً فيما يتعلق ببداية الشهور الإسلامية أو نهايتها هو قول عار عن الصحة والواقع والتاريخ. غير أنه مع عدم وجود إجماع بين الفقهاء إلاّ أنّ الجمهور تبنى هذا الرأي الرافض بسبب عدم دقة الحسابات الفلكية في أيامهم، وبسبب بعض التأثيرات السلبية المحتملة والمتعلقة بقضايا أخرى في العقيدة.

ثانياً: هناك مجموعة من العلماء والفقهاء المعروفين في المدارس الفقهية الثلاثة باستثناء المدرسة الحنبلية كانوا يقبلون  الحسابات الفلكية حتى في أيامهم تلك، وكانوا يجادلون لإثبات صحة قبول الحسابات جزئياً أو كلياً.

ثالثاً: علم الفلك الحديث قد وصل إلى مستوى عال من الدقة والصحة بحيث يستطيع تأكيد أو نفي ولادة القمر، وجوده في الأفق أو عدم وجوده، حيث أن ذلك في غاية السهولة. هذا الأسلوب العلمي هو بلا ريب أكثر مصداقية وصحة من العين المجردة للإنسان.

رابعاً: عدد العلماء الذين يقولون باعتماد الحسابات الفلكية جزئياً أو كلياً في ازدياد مطرد يوماً بعد يوم، وهذا لما في تلك الحسابات من يسر وسهولة اجتماعية واقتصادية، ولما يترتب على الأخذ بها من تيسير على الأمة، ومن فوائد اجتماعية.

خامساً: بعض العلماء المعاصرين الذين يتبعون في تفسيرهم المعنى القريب الظاهر للحديث النبوي كعلماء الحنبلية السلفية مثل محمود شاكر، هو أيضاً قبل هذه الرؤية. وفي الواقع أنه يدعم الرأي القائم على اعتبار الحسابات الفلكية هي الطريقة الوحيدة الصحيحة، الدقيقة والشرعية لاتباع السنة الشريفة في أيامنا. ذكر أحمد شاكر ذلك في 1939م.

سادساً: إن ولادة القمر الجديد هي فقط علامة نعرف من خلالها الوقت، حيث أن للقمر بداية ونهاية واضحة خلال مساره في فلكه حول الأرض. نقطة البداية هي نقطة الولادة، وهي الطريقة الأكثر دقة التي نستطيع من خلالها  إثبات الشهور والسنين الإسلامية في وقت مبكر اعتماداً على الحسابات الفلكية الدقيقة. لهذا لا يوجد أي خطأ في اتخاذ ولادة القمر الجديد كمبدأ أو علامة لبداية الشهر الجديد.

وعند الإتفاق على أن الدقة واليقين بدخول الشهر هما هدف الشريعة الإسلامية وليس الهدف هو الرؤية لمجردة، عندها نعرف أن إضاعة أوقاتنا في النقاش حول ظهور أو عدم ظهور القمر أمر غير مجد. لذا يجب أن نتخذ ولادة القمر أصلاً معتمداً، وسبباً شرعياً لإعلان التقويم الإسلامي في وقت مبكر جداً.

سابعاً: توقيت (جرينتش) هو توقيت قائم على أسس اعتباطية، ومع ذلك فهو مقبول عالمياً لتسهيل التوقيت والتأريخ. فهو لا يتضمن أي مبادئ شرعية على الاطلاق، لكن من الناحية الأخرى نرى أن مكة هي قبلة المسلمين جميعاً، وتتمتع بأهمية أكبر من توقيت (جرينتش)، لذلك فإن على المسلمين أن يتخذوا مكة كأساس لإثبات الشهور الإسلامية. فالشهر الجديد سيبدأ عندما يولد القمر الجديد قبل غروب الشمس في مكة ويبقى في الأفق حتى بعد غروب الشمس ولو بوقت قليل. عندئذ فإن العالم الإسلامي كله سيبدأ الشهر الجديد خلال أربع وعشرين ساعة من ولادة القمر الجديد في مكة.

وبسبب كل ما تقدم فإنني أرى أن قبول الحسابات الفلكية لإثبات دخول شهر رمضان أو عدم دخوله يسير في فلك السنة، ولا ينفصل عن روح الشريعة الإسلامية  بحال من الأحوال؛ بل هو ربما الطريقة الوحيدة التي في متناول أيدينا والتي إذا تم تطبيقها فستحقق الأهداف الإسلامية من دقة في التوقيت، ووحدة بين المسلمين. والله أعلم.

Related Articles

Research Articles
Embarrassing Pictures of Jesus

Dr. Zulfiqar Ali Shah, Even though the central pivot of all New Testament writings is Jesus Christ and crucial information...

Research Articles
Netanyahu’s Unholy War

Gaza City, home to over 2.2 million residents, has become a ghostly emblem of devastation and violence

Research Articles
Raped and Discarded Princess

Tamar, the only daughter of King David was raped by her half-brother. King David was at a loss to protect or give her much-needed justice. This is a biblical tale of complex turns and twists and leaves many questions unanswered.

Research Articles
Dinah's Rape and Levi's Deception

The Bible is considered holy by many and X-rated by others. It is a mixture of facts and fiction, some of them quite sexually violent and promiscuous. The irony is that these hedonistic passages are presented as the word of God verbatim with serious moral implications.